نتائج المعركة
بحارة بريطانيون يقفون أمام مدفع استولوا عليه من أمام قصر السلطان.أصيب جراء القصف حوالي 500 رجل وإمراة ما بين قتيل وجريح، وكان معظم القتلى بسبب اجتياح القصر.[1][6] ولم يُعرف عدد القتلى من المحاربين، وقيل بأنه قد تم القضاء على جميع المحاربون من رجال خالد.[42] أما في الجانب الإنجليزي فقد أصيب جندي من سفينة ثراش بعدة إصابات، وقد تعافى منها بعد ذلك.[1] على الرغم أن الغالبية العظمى من سكان زنجبار وقفوا إلى جانب الإنجليز، إلا أن سكان المدينة الهنود عانوا من النهب والسرقات، وقد قُتل عشرون شخصا من قاطني المدينة جراء الفوضى.[43] ولإستعادة النظام تم استدعاء 150 جندي سيخي من ممباسا للقيام بدوريات في شوارع المدينة.[40] وقد نزل بحارة سفينتي سنت جورج وفيلوميل لتشكيل فرقة اطفاء لإحتواء النيران المشتعلة التي انتشرت من القصر إلى مباني الجمرك المجاور.[44] وقد كان هناك قلق من حدوث نيران داخل مباني الجمارك حيث خُزن بها كميات من المواد المتفجرة، وقد تم تدارك الأمر واطفئت النيران المشتعلة قبل حصول أي انفجار.[42]
لجأ السلطان خالد وقائده صالح ومعهم أربعون من أصحابهم إلى القنصلية الألمانية بعد انتهاء القتال في القصر،[42][45] حيث وضعوا تحت حماية عشرة من البحارة الألمان والبحرية المسلحين جيداً بينما كان رجال ماثيو مرابطين في الخارج في محاولة لإعتقالهم إن حاولوا الخروج.[46] بالرغم من طلبات التسليم فإن القنصل الألماني رفض تسليم خالد للإنجليز حيث أن اتفاقية تسليم المجرمين مع بريطانيا تستثني بشكل واضح السجناء السياسيين.[40] وعوضاً عن هذا فقد وعد القنصل بأنه سيرسل خالد إلى مستعمرة شرق أفريقيا الألمانية ولن يكون له موطئ قدم في زنجبار. وقد وصلت السفينة الحربية "سي أدلر" (بالألمانية: Seeadler) التابعة للبحرية الألمانية إلى الميناء يوم 2 أكتوبر حوالي الساعة 10:00 وخرج منها أحد القوارب متجهاً إلى حديقة القنصلية المحاذية للشاطئ، حيث كان خالد موجوداً، فركب القارب إلى السفينة مباشرة.[46] وقد تم ترحيله من القارب إلى السفينة سي أدلر ومنها إلى دار السلام في شرق أفريقيا الألمانية.[47] ألقت القوات البريطانية القبض على خالد عام 1916 خلال الحملة على شرق أفريقيا في الحرب العالمية الأولى، فنفته إلى سيشل ثم إلى جزيرة القديسة هيلينا قبل أن يسمح له بالعودة إلى شرق أفريقيا حيث مات في ممباسا عام 1927.[48] عوقب معاونو السلطان خالد بأن أجبروا على دفع التعويضات اللازمة لتغطية كلفة القذائف التي أطلقت عليهم وكلفة الأضرار المتسببة جراء النهب والتي قدرت بحوالي 300,000 روبية.[40]
خضع السلطان الجديد السلطان حمود للإنجليز وأصبح حاكماً شكلياً لحكومة تديرها بريطانيا بالأساس، ومع ذلك فقد أبقاه الإنجليز على رأس السلطنة لكي يتجنبوا التكاليف التي تنطوي عليها إدارة زنجبار مباشرة على اعتبار أنها مستعمرة تابعة للتاج.[40] وبعد الحرب بأشهر طلب الإنجليز من السلطان حمود منع جميع أشكال الرق.[40] وتطلبت عملية تحرير الرق تلك من العبيد أن يحضروا بأنفسهم إلى مكاتب الحكومة، وقد تم تحرير 17,293 شخصاً من الرق خلال عشر سنوات من مجموع سكان كان تعدادهم التقديري عام 1891 60,000 نسمة.[49]
منظر شامل لميناء مدينة زنجبار عام 1902 حيث تظهر في الصورة سواري السفينة الغارقة غلاسكو بالجانب الشرقي. ومنزل العجائب وهو بناء أبيض مع البرج والشرفات المتعددة بوسط الصورة، ويرى القصر مع قصر الحريم في يسار الصورة ومباني القنصليات على يمين الصورة.
تغيرت ملحقات القصر السلطاني بالكامل جراء الحرب. فقد تهدم قصر الحريم والفنار والقصر نفسه بعد القصف المركز عليهم مما جعله غير آمن.[43] فتم تحويل مكان القصر إلى مجموعة حدائق وتم الشروع ببناء قصر آخر مكان قصر الحريم.[12][50] أما قصر العجائب الذي لم يتضرر بشكل كبير فقد حُول إلى إدارة وسكرتارية للسلطة الإنجليزية الحاكمة.[42][51] وفي السنة التالية، أي عام 1897 وخلال أعمال الترميم في قصر العجائب، تمت إزالة الفنار المتهدم من القصف وبناء برج الساعة مكانه.[50] أما حطام الطراد غلاسكو فقد ظل ولعدة سنوات غارقاً في مياه الميناء أمام القصر حيث تظهر السواري للعيان خلال فترات الجزر، حتى تم انتشاله سنة 1912.[52]
قدرت حكومتا بريطانيا وزنجبار الضباط الإنجليز المنتصرين في المعركة وذلك بتكريمهم بالألقاب والمناصب، فأعطي للجنرال رايكس قائد العسكر الزنجباري وسام نجمة زنجبار العسكرية من الدرجة الأولى بتاريخ 24 سبتمبر من سنة 1896، ثم رقي بعدها ليصبح قائداً للجيش الزنجباري.[53][54] أما قائد الجيش الزنجباري الجنرال ماثيو فقد حاز على وسام زنجبار وأصبح أول وزير للخزانة في الحكومة الزنجبارية.[54] أما القنصل باسيل كيڤ فقد نال الزمالة لوسام باث البريطاني جراء خدماته في زنجبار،[55] ومن ثم رُقي إلى منصب القنصل العام بتاريخ 9 يوليو من سنة 1903.[56] وأيضا نال هاري راوسن وسام قائد فرسان باث البريطاني ووسام الاستحقاق الزنجباري تكريما لأعماله في زنجبار،[57][58] وقد أصبح بعدها حاكم لولاية نيوساوث ويلز الأسترالية وتمت ترقيته إلى قائد إسطول.[59]
بعد تلك الحرب القصيرة في زنجبار لم يحدث أي شكل من أشكال العداء ضد هيمنة الإنجليز خلال فترة حمايتهم للجزيرة والتي دامت 67 سنة.[60] تُعد تلك الحرب التي دامت حوالي أربعين دقيقة أقصر حرب في التاريخ المكتوب.[61]
ترقبوا حصرياتي :
نائبة المديرة